سورة آل عمران - تفسير تفسير التستري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)}
قوله: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} [106] يعني تبيض وجوه المؤمنين بنور إيمانهم، {وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [106] الكافرين بظلم كفرهم. وسئل عن قوله: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ} [البقرة: 61] فقال: هذه الأجسام الغرض منها ما أودع اللّه فيها من الودائع، ابتلى اللّه الخليقة بها، فمنها ما هو اعتبار للطائعين وهو الكفر، ومنها ما هو حجة على الغافلين، وهو المعرفة والتصديق في الأقوال والأفعال، كما قال: {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1] فباطن هذه الآية: النور العلم، والظلمات الجهل، لقوله: {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40] أي ما يستبصر به القلب الإيمان باللّه، فنور الإيمان من أعظم منن اللّه عزّ وجلّ وكراماته. والثاني الطيب من القول، وهو قوله تعالى: {تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ} [64] الآية.
والثالث إطاعة بالجوارح خالصا للّه، من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والقنوع والرضا، فدعاهم بذلك إلى أطيب القول وأحسن الفعال، ولو لم يكن الإيمان باللّه والقرآن الذي هو علم اللّه فيه الدعوة إلى الإقرار بالربوبية والتعبد إياه في الفزع، لم تعرف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أجابهم من الخلق.


{وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ (141)}
قوله: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [141] يعني تخليصهم من عيوب الذنوب، كما أخلصوا له بالعمل، وهو الجهاد في سبيل اللّه، {وَيَمْحَقَ الْكافِرِينَ} [141] أي وليهلك الكافرين بالذنوب عن الابتلاء.


{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (152)}
قوله: {وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ} [149] يعني الفئة المنهزمة يوم أحد حين لم يستأصلهم جميعا. {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [152] بالعفو عنهم وقبول التوبة منهم.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9